الأربعاء، 22 يونيو 2011

رحمك الله يا صاحبة السفينة

 

قصة أخت محجبة..تقية .. طاهرة.. حَيِّيَة ، وهي أيضاً نموذج لكثير من الفاضلات العفيفات اللاتي ثبتن على طريق العفاف والحياء والفضيلة ..
كان أحدَ أكبر الحوادث التي يتذكرها تاريخ النقل البحري المصري عام 1991م ،عندما لقي قرابة خمسمائة شخص حتفهم في حادث غرق السفينة "سالم إكسبريس" ، وكان من بين الغرقى امرأة ولكنَّها لم تكن كبقية النِّساء ..امرأةٌ لم يرهبها الموقف المرعب الرهيب ولم يفزعها ما أفزع الآخرين ، امرأة استقر الإيمان العميق في سويداء قلبها فأثمر أحسن الثمار ، امرأة علمت أنَّها جوهرة غالية ثمينة فلم تفرِّط في نفسها في أصعب الأوقات وأشدِّها .
كانت مع زوجها على السفينة "سالم إكسبريس" التي غرقت وهي في طريقها من السعودية إلى مصر، يقول زوجها ويقسم بالله:
والله يا شيخ [ يحدث الشيخ محمد حسان ] لمَّا سمعت أنَّ السفينة تغرق، وأنَّ الناس تصرخ وتبكي، قلتُ لزوجتي وأنا معها في الغرفة : قومي هيا بسرعة هيا اخرجي ، إنَّ السفينة تغرق.

قالت: كلا ، انتظر. قلت: ماذا أنتظر؟؟ أُخرجي بسرعة . قالت: انتظر حتى ألبس النقاب، قلت : أيِّ نقاب ؟؟ السفينة تغرق . قالت: والله لن أخرج إلا بنقابي حتى إن متُ ألقى الله على طاعة. يقول زوجها : وأنا أصرخ فيها فما استجابت ، والله ما خرجت إلا بعد أن لبست ثيابها ، قال: لبِست نقابها، ولبست قفازيها ، ولبست ثيابها كاملة وخرجت .

يقول زوجها: و لما صعدنا على سطح المركب، وكانت بجواري تعلقت بي ، وقالت : أستحلفك بالله هل أنت راضٍ عنّي ؟
قال: نََعَم ، نِعْمَ الزوجة ، فقالت : " أشهد أنَّ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله " ثم نظرت إليَّ وقالت: أرجو الله أن يجمعني بكَ في جنَّات النَّعيم ، وكانت آخرَ كلماتها ، فاختطفتها الأمواج من بين يدي زوجها ، وغابت في الماء .

إنَّه الثبات على دين الله ، إنَّ الذي ثبتها في تلك اللحظات هو الذي حفظته في الرخاء فحفظ عليها إيمانها ، عاشت على الإيمان فماتت عليه ، عاشت على الحجاب الصحيح ، على الحياء والعفاف والفضيلة ،على عدم بذل نفسها رخيصة تلتهمها عيون الشباب والرجال ، عَظَّمت نظر الله إليها فلم تُرِ الله من نفسها إلا ما يحب ويرضى ، لا ما يحب أن يرى السفهاء والفساق ويشتهون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق